وزير الأوقاف : شيخ الأزهر هو الواجهة المشرفة والمعبرة عن مصر في الشأن الديني
وجه معالي الأستاذ الدكتور أسامة السيد الأزهري وزير الأوقاف – خلال مداخلة تليفزيونية مع الإعلامية عزة مصطفى على قناة الحياة – تحية إكبار وتقدير للمشاهدين ولكل أبناء الوطن الذي نحرص جميعا أن يكون في مكانه اللائق.
وأكد وزير الأوقاف أنه شرف اليوم بزيارة فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف الذي هو أستاذنا ورمزنا الكبير والجليل وكلنا ود وتقدير وإجلال واحترام لمقامه الرفيع ولشخصه الكريم، مؤكدًا أن هذه الزيارة ميلاد جديد لطمأنة المشاهدين وإسعادهم بأن المؤسسة الدينية على قلب رجل واحد، وأن وزارة الأوقاف ومشيخة الطرق الصوفية ودار الإفتاء المصرية ونقابة الأشراف جميعًا يدًا واحدة، ونصطف جميعًا واحدًا خلف الإمام الأكبر شيخ الأزهر الذي هو الواجهة المشرفة والمعبرة عن مصر في الشأن الديني.
وأوضح وزير الأوقاف خلال المداخلة أن زيارة اليوم تبني وتشيد الأجواء الصافية والتنسيق التام بين كافة مؤسسات المؤسسة الدينية، وأن هذه هي البداية الحقيقية لتجديد حقيقي للخطاب الديني ولاجتماع كافة مكونات المؤسسة الدينية تحت راية الأزهر الشريف لننطلق نحو تحقيق الأهداف التي نريد نحن كمصريين أن نسعد بها، وأن المستهدف الذي نقصده مواجهة التحديات والأزمات التي تحيط بالوطن من كل جانب والتي تنعكس أحوالها على مصر، فمصر كانت وستظل المنبر وعمود الخيمة والداعم الأكبر للأشقاء، إضافة إلى الأزمة الاقتصادية التي يمر بها العالم بأكمله.
وأشار وزير الأوقاف إلى أن نقطة الانطلاق أن نجتمع ونصطف جميعًا كمصريين مائة مليون مصري لتأتي المؤسسة الدينية لمواجهة كل التحديات التي تحيط بالوطن ونجدد الخاطب الديني ونصنع الوعي ونحصن أبناء الوطن من خطاب الإرهاب، وإعادة بناء الإنسان وإعادة صناعة الحضارة ونشر تعاليم الإسلام السمحة وتعزيز الانتماء والبر والوفاء للوطن لنملأ العالم والإنسانية بخطاب منير يليق بمصر ويليق بالأزهر الشريف.
وأكد أن فضيلة الإمام الأكبر في أتم صحة وأنعم حال بعد الزيارة المشرفة إلى جنوب شرق آسيا والتي شملت إندونيسيا وماليزيا وتايلاند حظي فيها فضيلة الإمام الأكبر بالتبجيل والتقدير اللائق بالملوك ورؤساء تلك الدول وتوجت نهاية المطاف باستقبال كريم من سمو الشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات العربية الشقيقة تنتظم كل تلك الدول في التقدير والإجلال للأزهر الشريف، وقد هنأت فضيلة الإمام بالعودة سالمًا إلى أرض الوطن، والذي هنأني بتقلد المكان وأوصاني بكل أبناء الأوقاف وبكل الأئمة والخطباء خيرًا، وأن أقدم للجميع كل الدعم الممكن؛ ليتألقوا في أداء رسالتهم الدينية على المنابر وفي المساجد وفي كل ميادين وربوع الوطن.
وأضاف وزير الأوقاف أن هذه الزيارة زيارة البر وزيارة الوفاء وزيارة جمع شمل المؤسسة الدينية، فالأزهر الشريف حفر في وجدان المصريين على مدى 1000 سنة كل معنى بار في أوقات الأزمات، وكان يفاجئ المصريين بما يشهدون من أداء رجال الأزهر الشريف من القتالية والفداء والدفاع عن الوطن، وإذا زال الخطر يجدون أبناء الأزهر الشريف يلتحمون بقية أشقائهم لتعليم القيم ولم الشمل.
وأجاب وزير الأوقاف عن سؤال حول رؤيته لتجديد الخطاب الديني فقال : نحن نعمل على أربعة محاور تشرفت بعرضها بعد أداء اليمين الدستورية مباشرة، وكذلك بعرضها على مجلس النواب الموقر وأتشرف أن تكون هي الاستراتيجية التي تعمل عليها وزارة الأوقاف وتحشد لأجلها كل طاقات الوزارة من الأئمة والخطباء والواعظات وكل أبناء وزارة الأوقاف.
المحور الأول: هو الاستمرار في مواجهة الإرهاب والتطرف، والمحور الثاني: هو مواجهة التطرف اللاديني المتمثل في تراجع القيم والأخلاق مثل مواجهة الإدمان ، والانتحار ، والتحرش ، والزيادة السكانية المفرطة ، وفقدان الثقة، مواجهة شاملة لكل مظاهر التراجع القيمي والأخلاقي من خلال نشر الوعي بين المصريين لقيم الإسلام السمحة، والمحور الثالث هو استعادة وبناء الشخصية الوطنية.
وأوضح أنه لأجل تحقيق هذا المحور هناك لجنة مشكلة في مجلس الوزراء هي لجنة التنمية البشرية، وبالأمس أعلن دولة رئيس الوزراء أن بناء الشخصية الوطنية هو المستهدف الأعظم وأن سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي أعلن في سنة 2018م أننا أمام مستهدف عظيم وهو قضية بناء الإنسان، وبناء الإنسان هو أحد المحاور الأربعة التي نعمل عليها، ومن أجل هذا المحور جمعت كل الكتب التي ألفت في تحليل شخصية الإنسان المصري الواثق بنفسه الشغوف بالعلم والشغوف بالعمران والواسع الأفق والمنتمي لوطنه، هذا المحور الثالث سنسمع فيه من الدعاة والخطباء من وزارة الأوقاف كل ما يعيد ترسيخ هذا المحور الذي يعيد بناء الإنسان المصري مرة أخرى، والمحور الرابع هو الحلم الكبير الذي نحلم به لوطننا وهو صناعة الحضارة فكم ورد في القرآن الكريم عدة إشارات للتأمل في ملكوت السموات والنجوم والشمس والقمر، نريد أن نملأ وعي الإنسان المصري بالشغف بالعلم والمعرفة، وأريد لكل طالب في مدارسنا أن يحلم بالفوز بجائزة نوبل، أريد عشرات ومئات وألوف الشباب أن يسجلوا براءات اختراع.
وأكد وزير الأوقاف في ختام المداخلة أن المصريين متعطشون لسماع خطاب ديني وسطي “محمدي” خطاب ديني أخلاقي رباني لين، يغسل باطن الإنسان، وهذه هي الخريطة التي سنعمل بكامل طاقتنا في وزارة الأوقاف وتحت راية الأزهر الشريف والإمام الأكبر والتنسيق التام مع دار الإفتاء المصرية ومشيخة الطرق الصوفية ونقابة الأشراف وكذلك التنسيق مع الكنسية المصرية الوطنية العريقة حتى نتحرك جميعًا كمصريين، سنكون يدًا واحدة، وسنعمل جميعًا على قلب رجل واحد تحت قيادة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي حفظه الله القائد العظيم من أجل مصلحة الوطن وقد أقسمنا جميعًا يوم حلف اليمين أن نرعى مصلحة الشعب رعاية كاملة “وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ” وبإذن الله لن ندخر جهدًا في تقديم كل ما يليق بشعب مصر العظيم.